بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيبنا ونور قلوبنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
أخي المقبل على شهادة البكالوريا أولا أتمنى لك النجاح في نيل الشهادة التي تعتبر حاجزا صعبا في وجه الجزائريين , أخي أريد أن أزدي لك نصيحة لعلها تجد في قلبك مكانا تعسكر فيه , أن تزيح الخوف والقلق جانبا لأنهما لن يساعداك أبدا على الوصول إلى مبتغاك ,كما أنصح بالثقة بالنفس ووضع برنامج منظم مع الالتزام به وعدم التفكير في النتيجة.
اعلم عزيزي الطالب "أن شهادة البكالوريا ألم يخفيه أمل وأمل يحققه عمل وعمل ينهيه أجل وما بعد الأجل يجزى كل تلميذ بما فعل", فليكن أملك كبيرا بالفوز ولا تركنن إلى العجز في نيل الشهادة فما نيل المطالب بالتمني , لكن تؤخذ الدنيا غلابا , ولتكن ثقتك بنفسك كبيرة وتوكل على الله , ولا تعتمد على غيره إذ من اعتمد على علمه زل ومن اعتمد على الناس مل ومن اعتمد على عقله ظل ومن اعتمد على ماله قل ومن اعتمد على الله فلا زل ولا مل ولا ظل ولا قل , واعلم أن من جد وجد ومن زرع حصد والجزاء من جنس العمل فاعمل على أن يكون حصادك وفير الغلة ولا تقنع دون نجوم السماء.
واعلم بأن الحزن يثبط من عزمك فلا تحزن ولا تيأس إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكا وقوة والله مع الصابرين , فلا تكن مثل مالك الحزين, هذا الطائر العجيب الذي يغني ألحانه وهو ينزف فلا شيء في الدنيا يستحق من عبراتك دمعة واحدة , واعلم أن الشتاء إذا أغلقت أبواب بيتك وحاصرتك تلال الجليد فانتظر قدوم الربيع وافتح نوافذك لنسمات الهواء العليل وانظر بعيدا فسوف ترى أسراب الطيور الغردة وقد عادت تعزف أعذب الألحان وسوف ترى الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان الشجر لتصنع لك حلما وقلبا جديدين.
عزيزي الطالب إن من أراد العلا سهر الليالي وركب الأهوال, فتجنب الكسل والخمول وأحلام اليقظة , واعلم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وإنما التوكل على الله والأخذ بالأسباب سبيلان هامان للوصول إلى الهدف المنشود فلا تعمل عملا لا ينفعك ولا تغتر بمال وإن كثر واغترف من العلم ما استطعت إليه سبيلا , فما مات عالم وإن وري أديم هذه الأرض وما عاش جاه وإن كسب خزائن الأرض من اللؤلؤ والمرجان .
عزيزي الطالب كن متبوعا ولا تكن تابعا , كن غالبا ولا تكن مغلوبا , كن موجَّها ولا تكن موجها , كن كالنجم إن قررت نجوم السماء الفول وقمرا إن قرر البدر الخسوف وقطرة من مزن تشفي ظمأ العطشان إن بخلت السماء وأغلقت أبوابها. وأكثر م الزاد فإن المسير طويل وما زادك إلا علمك فليكن علمك وفيرا غزيرا تأنس به إذا ضاقت بك الدنيا واسودت في وجهك الأيام .